الآداب والأخلاق
والرقائق » الأخلاق المذمومة
تسري في مجتمعاتنا رغم
تديننا بعض من الأخلاق المذمومة وينكرها الدين والناس العاقلة ولكن للأسف نجد إنها
تنتشر بيننا بطرق بشعة .
وقد وفقني الله أن اجمعها
هنا وبعد الانتهاء منها إن شاء الله سأضع الأخلاق المحمودة .
وأتمني من كل من يطلع
عليها أن يعيد نشرها بصفحته لكي يستفيد الجميع .
والله ولي التوفيق وبه
نستعين .
الحسد خلق ذميم وطبع لئيم، ولا يغيّر شيئا من قدر الله عز وجل
السؤال:هل الحسد يغير ما في الأرحام؛ بمعنى أنه إذا كان
المولود ذكرا، يجعله الحسد أنثى ؟
الجواب: الحمد لله
أولا : الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها ، وهو
من الأخلاق المذمومة والطبائع اللئيمة ومن كبائر الذنوب .
والحاسد عدو النعم ، وهذا الشر هو من نفس الحاسد وطبعها
ليس هو شيئا اكتسبته من غيرها ، بل هو من خبثها وشرها ، بخلاف السحر فإنه إنما
يكون باكتساب أمور أخرى واستعانة بالأرواح الشيطانية " انتهى من "بدائع الفوائد" (2 /458) .
ثانيا : الحسد لا يغير من قدر الله تعالى شيئا ، ولا يرد القضاء
إلا الدعاء ، فمن خشي من حسد الحاسد فإنه يمكنه التحصن منه ومن شره بالدعاء ، وحسن
اللجوء إلى الله ، والتوكل عليه .
قال ابن عثيمين رحمه الله :
الحسد من أخلاق اليهود ، ومن كبائر الذنوب ، ولا يغير
شيئاً من قدر الله عز وجل ، بل هو حسرة على الحاسد رفعة للمحسود ، ولا سيما إذا
بغى عليه الحاسد ، فإن الله تعالى ينتقم من الظالم انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (24/ 2)
.
فالحسد لا يرد قضاء الله ، ومن خشي
شيئا منه استعان عليه بالدعاء ، وهو الذي يرد القضاء على ما ذكرنا من معنى ذلك .
ثالثا : يندفع شر الحاسد عن المحسود
بعشرة أسباب :
أحدها : التعوذ بالله تعالى من شره .
الثاني : تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه ؛ فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله
إلى غيره .
الثالث : الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه
بأذاه أصلا ؛ فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه ، والتوكل على الله .
الرابع : التوكل على الله من يتوكل على الله فهو حسبه ، والتوكل من أقوى الأسباب
التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم ، وهو من أقوى
الأسباب في ذلك .
الخامس : فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه ، فلا يلتفت إليه
ولا يخافه ، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه . وهذا من أنفع الأدوية وأقوى الأسباب
المعينة على اندفاع شره .
السادس : الإقبال على الله والإخلاص له .
السابع : تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه .
الثامن : الصدقة
والإحسان ما أمكنه ؛
فإن لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البلاء ودفع العين
وشر الحاسد .
التاسع : وهو من أصعب
الأسباب على النفس وأشقها عليها ، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله ، وهو إطفاء
نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه ، فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ،
ازددت إليه إحسانا ، وله نصيحة ، وعليه شفقة .
العاشر : وهو الجامع لذلك
كله ، وعليه مدار هذه الأسباب ، وهو تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب ، إلى
المسبب العزيز الحكيم ، والعلم بأن هذه آلات بمنزلة حركات الرياح ، وهي بيد محركها
وفاطرها وبارئها ، ولا تضر ولا تنفع إلا بإذنه .
"بدائع الفوائد" (2 /463-469) باختصار يسير .
والله تعالى أعلم . موقع الإسلام سؤال وجواب الشيخ محمد صالح المنجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق