الجمعة، 28 سبتمبر 2012

الحسد خلق ذميم وطبع لئيم، ولا يغيّر شيئا من قدر الله عز وجل






           الآداب والأخلاق والرقائق » الأخلاق المذمومة


تسري في مجتمعاتنا رغم تديننا بعض من الأخلاق المذمومة وينكرها الدين والناس العاقلة ولكن للأسف نجد إنها تنتشر بيننا بطرق بشعة .
وقد وفقني الله أن اجمعها هنا وبعد الانتهاء منها إن شاء الله سأضع الأخلاق المحمودة .
وأتمني من كل من يطلع عليها أن يعيد نشرها بصفحته لكي يستفيد الجميع .
والله ولي التوفيق وبه نستعين .



الحسد خلق ذميم وطبع لئيم، ولا يغيّر شيئا من قدر الله عز وجل



السؤال:هل الحسد يغير ما في الأرحام؛ بمعنى أنه إذا كان المولود ذكرا، يجعله الحسد أنثى ؟

الجواب: الحمد لله
أولا : الحسد هو بغض نعمة الله على المحسود وتمني زوالها ، وهو من الأخلاق المذمومة والطبائع اللئيمة ومن كبائر الذنوب .
 والحاسد عدو النعم ، وهذا الشر هو من نفس الحاسد وطبعها ليس هو شيئا اكتسبته من غيرها ، بل هو من خبثها وشرها ، بخلاف السحر فإنه إنما يكون باكتساب أمور أخرى واستعانة بالأرواح الشيطانية " انتهى من "بدائع الفوائد" (2 /458) .

ثانيا : الحسد لا يغير من قدر الله تعالى شيئا ، ولا يرد القضاء إلا الدعاء ، فمن خشي من حسد الحاسد فإنه يمكنه التحصن منه ومن شره بالدعاء ، وحسن اللجوء إلى الله ، والتوكل عليه .
قال ابن عثيمين رحمه الله :
 الحسد من أخلاق اليهود ، ومن كبائر الذنوب ، ولا يغير شيئاً من قدر الله عز وجل ، بل هو حسرة على الحاسد رفعة للمحسود ، ولا سيما إذا بغى عليه الحاسد ، فإن الله تعالى ينتقم من الظالم   انتهى من "فتاوى نور على الدرب" (24/ 2) .

فالحسد لا يرد قضاء الله ، ومن خشي شيئا منه استعان عليه بالدعاء ، وهو الذي يرد القضاء على ما ذكرنا من معنى ذلك .

ثالثا : يندفع شر الحاسد عن المحسود بعشرة أسباب :

أحدها : التعوذ بالله تعالى من شره .

الثاني : تقوى الله وحفظه عند أمره ونهيه ؛ فمن اتقى الله تولى الله حفظه ولم يكله إلى غيره .

الثالث : الصبر على عدوه وأن لا يقاتله ولا يشكوه ولا يحدث نفسه بأذاه أصلا ؛ فما نصر على حاسده وعدوه بمثل الصبر عليه ، والتوكل على الله .

الرابع : التوكل على الله من يتوكل على الله فهو حسبه ، والتوكل من أقوى الأسباب التي يدفع بها العبد ما لا يطيق من أذى الخلق وظلمهم وعدوانهم ، وهو من أقوى الأسباب في ذلك . 

الخامس : فراغ القلب من الاشتغال به والفكر فيه ، فلا يلتفت إليه ولا يخافه ، ولا يملأ قلبه بالفكر فيه . وهذا من أنفع الأدوية وأقوى الأسباب المعينة على اندفاع شره .

السادس : الإقبال على الله والإخلاص له .

السابع : تجريد التوبة إلى الله من الذنوب التي سلطت عليه أعداءه .

الثامن : الصدقة والإحسان ما أمكنه ؛
 فإن لذلك تأثيرا عجيبا في دفع البلاء ودفع العين وشر الحاسد .

التاسع : وهو من أصعب الأسباب على النفس وأشقها عليها ، ولا يوفق له إلا من عظم حظه من الله ، وهو إطفاء نار الحاسد والباغي والمؤذي بالإحسان إليه ، فكلما ازداد أذى وشرا وبغيا وحسدا ، ازددت إليه إحسانا ، وله نصيحة ، وعليه شفقة .

العاشر : وهو الجامع لذلك كله ، وعليه مدار هذه الأسباب ، وهو تجريد التوحيد والترحل بالفكر في الأسباب ، إلى المسبب العزيز الحكيم ، والعلم بأن هذه آلات بمنزلة حركات الرياح ، وهي بيد محركها وفاطرها وبارئها ، ولا تضر ولا تنفع إلا بإذنه .

"بدائع الفوائد" (2 /463-469) باختصار يسير .

والله تعالى أعلم . موقع الإسلام سؤال وجواب  الشيخ محمد صالح المنجد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق