الآداب والأخلاق
والرقائق » الأخلاق المذمومة
تسري في مجتمعاتنا رغم
تديننا بعض من الأخلاق المذمومة وينكرها الدين والناس العاقلة ولكن للأسف نجد إنها
تنتشر بيننا بطرق بشعة .
وقد وفقني الله أن اجمعها
هنا وبعد الانتهاء منها إن شاء الله سأضع الأخلاق المحمودة .
وأتمني من كل من يطلع
عليها أن يعيد نشرها بصفحته لكي يستفيد الجميع .
والله ولي التوفيق وبه
نستعين .
يصلي ويصوم ويقوم الليل ولكنه يسئ لزوجته وجيرانه
ماذا تقولون في شخص يصلي في المسجد ، ويقيم الليل ،
ويصوم أيام الاثنين والخميس ، والثالث عشر ، والرابع عشر ، والخامس عشر من كل شهر
، ولكنه مع ذلك عديم الأخلاق مع زوجته التي يتشاجر معها كل يوم ، ومع جيرانه
ومعارف زوجته ، وأناس آخرين ؟
الحمد لله
مكارم الأخلاق من أعظم الغايات التي بُعث النبي صل الله عليه وسلم لتحقيقها في الناس ،
فقد أرسله الله سبحانه وتعالى ليقيم في الناس الدين الحق والحياة العادلة المقسطة
، بعد أن نظر الله تعالى إلى أهل الأرض فمقتهم ومقت ما هم عليه من شرك وجهل وسوء
خلق ، إلا بقايا من أهل الكتاب .
وقد عبر النبي صل الله عليه وسلم عن هذا المقصد العظيم من مقاصد بعثته
بأداة الحصر:
إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ
مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ
إنما " ، ليلقي في قلب السامع أن جميع
العقائد والأحكام التي جاء به الشرع الحنيف إنما تصب في هذا الهدف ، وهو إقامة
الأخلاق الحسنة ، وإقامة العدل والإحسان .
يقول صل الله عليه وسلم : إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مَكَارِمَ الأَخْلاَقِ
رواه أحمد في "المسند" (2/318) وحسنه الشيخ الألباني في "السلسلة
الصحيحة" (رقم/45)
ولا شك أن من أعظم المشكلات التي يعاني منها بعض
المسلمين اليوم :
الفصام بين
جانبي العبادات والأخلاق ، حيث أصبحت الممارسة العملية للعبادات – لدى بعض الناس -
أشبه بالعادات أو " الطقوس " التي تؤدَّى بأشكالها دون العناية بآثارها
في النفوس والقلوب ، مع أن أركان الإسلام الأربعة – التي هي أهم العبادات – كان من
غاياتها تهذيب النفوس وتحسين الأخلاق .
فالصلاة مثلا : يقول الله عز وجل فيها :
اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ
الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ
اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ العنكبوت/45
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قَالَ
رَجُلٌ :
يَا رَسُولَ اللَّهِ ! إِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ مِنْ
كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا - غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي
جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ فِي النَّارِ .
قَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! فَإِنَّ فُلَانَةَ - يُذْكَرُ
مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا - وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ
بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا ؟ قَالَ : هِيَ
فِي الْجَنَّةِ رواه أحمد في "المسند" (2/440) وصححه
المنذري في "الترغيب والترهيب" (3/321) ، والشيخ الألباني في "السلسلة
الصحيحة" (رقم/190)
وكذلك الشأن في فرض الصيام ، فقد بين النبي صل الله عليه وسلم أن الخلق الحسن هو ثمرة الصيام المقبول ، فمن
لم يجد هذه الثمرة ، لم ينفعه صيامه عند الله .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صل الله عليه وسلم قال :
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ
فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِى أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ رواه البخاري (1903)
والزكاة أيضا إنما شرعت تزكية للنفس ، وتطهيرا لها من أدران الآثام والأوزار وغوائل القلب .
يقول الله عز وجل :
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ
وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا التوبة/103
وكذلك الركن الخامس من أركان الإسلام، الحج ، يقول الله عز وجل عنه :
الْحَجُّ
أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا
فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ البقرة/197.
ولو رحنا نسوق منزلة الأخلاق الكريمة في تشريعات الإسلام من الكتاب والسنة
لطال بنا المقام جدا، حتى عقد ابن القيم رحمه الله في "مدارج السالكين"
(2/307) فصلا بعنوان : "
الدين
كله خلق ، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين " .
لكن يكفي أن نتأمل كيف أن مكارم الأخلاق من المقاصد الأساسية لتشريع أركان
الإسلام ، ففي ذلك دلالة على عظيم منزلة هذا المقصد ، وضرورة المحافظة عليه ،
وجعله نصب عيني كل مسلم موحد لله عز وجل .
فالواجب عليكم أن تذكروا ذلك الشخص الذي يؤذي زوجته
وجيرانه بتقوى الله تعالى ، وأن الله عز وجل لا يرضى أفعاله تلك ، بل يسخط لأذى
الجار والزوجة والأقارب ، فأين هي آثار القيام والصيام على قلبه وخلقه وجوارحه ؟!
واستعملوا معه الرفق في النصح ، فحرصه على العبادة بذرة خير إن شاء الله ،
وقد روى الإمام أحمد في "المسند" (2/447) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي
الله عنه قَال :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّ اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ : إِنَّ فُلَانًا يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ، فَإِذَا أَصْبَحَ
سَرَقَ ؟ قَالَ : إِنَّهُ سَيَنْهَاهُ مَا يَقُولُ
قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (2/261): رجاله ثقات . وقال شعيب
الأرنؤوط وعادل مرشد في "تحقيق المسند" (15/483) : إسناده صحيح ، رجاله
ثقات رجال الشيخين .
والله أعلم . الإسلام سؤال وجواب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق