مخاطر الطقس
كيفية تكوين الإعصار
عندما يسخن الماء في البحار الاستوائية
الي درجة حرارة تتراوح بين30,27 درجة مئوية فانه يعمل علي تسخين طبقة الهواء
الملاصقة له, وبتسخينها يخف ضغط الهواء فيتمدد ويرتفع الي أعلي ويكون منطقة ضغط
منخفض تنجذب إليها الرياح من مناطق الضغط المرتفع المحيطة فتهب عليها من كل اتجاه
مما يؤدي الي تبخر الماء بكثرة وارتفاع هذا البخار الخفيف الي أعلي وسط الهواء
البارد فتحمله الرياح التي يصرفها الله( تعالي) حسب مشيئته, وتزجيه أي تدفعه
ببطء, وتؤلف بينه, وترفعه الي أعلي في عملية ركم مستمرة تؤدي الي زيادة رفعه
الي أعلي, وزيادة شحنه بمزيد من بخار الماء الذي يبدأ في التكثف والتبرد فتتكون
منه قطرات الماء الشديدة البرودة, وكل من حبيبات البرد وبلورات الثلج, وبمجرد
توقف عملية الركم يبدأ المطر في الهطول باذن الله بالقدر المحسوب في المكان
المكتوب.
وقد يصاحب هذا الهطول العواصف البرقية والرعدية, والسيول ونزول كل من البرد
والثلج. ومع مزيد من هذا التكثف لبخار الماء ينطلق قدر من الحرارة يزيد من
انخفاض ضغط الهواء مما يشجع علي مزيد من الأمطار, وبتكرار تلك العمليات يزداد
حجم منطقة الضغط المنخفض فوق البحار الاستوائية, وبزيادة حجمها يزداد حصرها بين
مناطق باردة ذات ضغط مرتفع, مما يزيد الفرص امام تكون السحب, وإزجائها,
والتأليف بينها, وركمها, وبالتالي يزيد من شحنها ببخار الماء.
ومن
إمكانية انزالها المطر الدافق باذن الله( أي تكون المعصرات). وتأثرا
بدوران الأرض حول محورها من الغرب الي الشرق أمام الشمس, تبدأ الكتل الهوائية
ذات العواصف الرعدية والبرقية في الدوران بعكس اتجاه عقرب الساعة في نصف الكرة
الشمالي, ومع عقارب الساعة في نصف الكرة الجنوبي, وفي هذا الدوران تحدث عاصفة
هوائية شديدة السرعة تعرف باسم العاصفة الاستوائية أو العاصفة المدارية, أو
الاعصار الاستوائي( أو المداري) البحري أو باسم الاعصار
الحلزوني المداري (TropicalCyclone) وتأخذ هذه العاصفة في تزايد السرعة إلي120 كيلو مترا في الساعة, فتصبح
إعصارا حقيقيا له قلب ساكن من الهواء الساخن يسمي عين الإعصار تتراوح سرعة الرياح
فيه بين الصفر واربعين كيلو مترا في الساعة, وتدور حول عين الإعصار دوامات من
العواصف الرعدية المدمرة والمصاحبة بتكون السحاب الثقال المليئة ببخار الماء
وقطراته( المعصرات) وبتكون كل من البرد والثلج, وهطول الأمطار المغرقة وحدوث
البرق والرعد.
من ذلك يتضح أن
تسخين ماء البحار والمحيطات يلعب دورا اساسيا في تكوين كل من الأعاصير.
ومن هنا أيضا كانت الدورات
المناخية التي تكون كلا من ظاهرة النينو (El-Nino)
التي تدفئ ماء المحيط الهادي, واللانينا (LaNina)
التي تبرده من العوامل التي تلعب دورا مهما في عملية تكون الاعاصير.
وظاهرة النينو هي ظاهرة مناخية
تجتاح بحار ومحيطات نصف الأرض الجنوبي بطريقة دورية, وعلي فترات متتابعة مدة كل
منها ثمانية عشر شهرا تهيمن خلالها هذه الظاهرة علي المحيطين الهادي والهندي فتبدأ
بتسخين الطبقة العليا من ماء هذين المحيطين خاصة إلي الغرب من شواطئ أمريكا
الجنوبية مما يؤدي إلي سيادة الجفاف في بعض المناطق, وتكون دوامات هوائية
وأعاصير مدمرة في مناطق اخري مثل حوض الامازون, أستراليا, الجزر الإندونيسية
والماليزية وغيرها.ويعين علي ذلك هبوب رياح شرقية ضعيفة, ورياح غربية قوية. أما
ظاهرة لانينا فإنها تحدث أثرا معاكسا حيث يتكون فيها نطاق من الهواء الساكن بين
حزامين من كتل الهواء النشطة مما يعين علي تشكل الاعاصير المصاحبة بالعواصف
الرعدية الممطرة.
وباستمرار زيادة معدلات التلوث في
بيئة الأرض, ترتفع درجة حرارة الطبقة الدنيا من غلافها الغازي, وبارتفاعها
تزداد فرص تكون الاعاصير البرقية والرعدية الممطرة زيادة كبيرة في العدد, وفي
الشدة والعنف مما يتهدد أكثر مناطق الأرض عمرانا بالدمار الشامل من مثل كل من
أمريكا الشمالية والجنوبية, أستراليا, وجزر المحيطين الهادي والهندي.
فهذه الاعاصير تصل سرعتها إلي320
كيلو مترا في الساعة, فتحرك الماء في البحر والمحيطات إلي عمق180 مترا,
محدثة جدارا من الماء يزيد ارتفاعه علي عشرة أمتار يندفع الي المدن الساحلية,
ويعمل علي تدميرها, كما حدث لجزيرة( الدومينيكان) في البحر الكاريبي بواسطة
إعصاري( ديفيد) و(فريدريك) DavidandFrederickcyclones في اغسطس سنة1979 م.
وبإعصارألن (Allencyclone) في سنة1980 م مما أدي إلي تدمير 80% من المساكن, وتشريد
أكثر من75% من سكان تلك الجزيرة.
وكما حدث للعديد من جزر أمريكا
الوسطي الأخرى من مثل جزيرتي الترك وكيكوس (TurksandCaicos) واللتين
دمرتا تدميرا كاملا بواسطة إعصار كيت (HurricaneKate) الذي ضرب
الجزيرتين في سنة1985 م. ومن مثل الأعاصير التي ضربت وسط فيتنام سنة1985 م
وأدت إلي مقتل875 شخصا, وتدمير نحو الخمسين الف مسكن تدميرا كاملا, وإلي
الإضرار بأكثر من230,000 بيت وبعدد من البنيات الاساسية.
وقد أغرفت الأمطار مساحات شاسعة من
بوليفيا حين ظلت تهطل بغزارة لمدة سبعة شهور متواصلة تقريبا في الفترة من
أكتوبر1985 م إلي أبريل1986 م علي المنطقة حول بحيرة تيتيكاكا(Titicaca) مما أدي
إلي رفع منسوب الماء في البحيرة بثلاثة امتار, وإلي إغراق أكثر من عشرة آلاف
هكتار من المزروعات, وإلي تدمير أكثر من5,000 منزل وتشريد أكثر من25,000
نسمة.
كذلك أغرقت فيضانات سنة1988 م
ثلاثة أرباع مساحة بنجلادش فدمرت3,6 مليون مسكن, وشردت25 مليون نسمة, وقضت
علي أغلب المحاصيل الزراعية وأتلفت العديد من البنيات الاساسية, وأغرق إعصار
ميتش أرض هندوراس في سنة1998 م بفيضانات وسيول مدمرة قتلت أكثر من5500 نفس
وشردت عشرات الآلاف.
أجزاء الإعصار
عند تكون الإعصار نجد أنه يتكون من
ثلاثة أجزاء:
العين: مركز
الدوران وبه ضغط منخفض وهادئ،
جدار العين: المنطقة حول العين وبها أسرع وأعنف رياح.
موجات المطر:موجات من العواصف الرعدية التي تدور نحو الاتجاه الخارجي للعين وهي جزء من
دورة التبخر والتكثيف، التي تغذي العاصفة.
الحجم والموقع
تتباين الأعاصير في أحجامها فنجد
أن بعضها ذات حيز ضيق، وتخلف وراءها القليل من الأمطار والرياح. والبعض الآخر أكبر
وأوسع وتنتشر رياحه وأمطاره لمئات أو آلاف الأميال.
عمر الإعصار
قد يصل عمر الإعصار إلى10 أيام،
وهناك أعاصير تبقى فترة أطول من ذلك، وغالبا ما تجول الأعاصير منطقة كبيرة أثناء
فترة حياتها. ويؤثر الإعصار على منطقة ما، ليوم أو يومين فقط. وقد لا تصل معظم
الأعاصير إلى الحد الأقصى من قوتها قبل أن تصل إلى مرحلة التلاشي والزوال سواء
بتناقص قوتها على سطح الأرض أو في المحيطات الباردة فقط.
أنواع الأعاصير
الإعصار (اف1): تتراوح سرعة الرياح فيه ما بين 73 و 112 ميل في الساعة. وحتى هذا النوع من
الأعاصير بإمكانه خلع الألواح الصخرية من أرفف المنازل، ودفع السيارات المتحركة
إلى خارج الطريق. وربما انقلبت المنازل المتحركة رأساً على عقب وتحطمت الحظائر.
الإعصار (اف2): تتراوح فيه سرعة الرياح ما بين 113 و 157 ميلاً في الساعة. هنا تبدأ أسقف
المنازل في الانخلاع، وتتحطم المنزل المتحركة الموجودة في مسار الإعصار. كما يمكن
لهذا الإعصار أن يدفع قاطرات السكك الحديدية خارج الخط الحديدي.
الإعصار (اف 3): تتراوح سرعة الرياح ما بين 158 و207 أميال في الساعة. وهذا الإعصار يتسبب
في اقتلاع الأشجار الضخمة من جذورها وتحطيم حوائط المباني وأسطحها الصلبة مثلما
تتحطم أعواد الثقاب. وهذا الإعصار يعتبر حاداً ومدمراً.
الإعصار (اف 4): تتراوح سرعة الرياح فيه ما بين 208 و 240 ميل في الساعة. وهذا الإعصار
يقذف بالقاطرات ويقلب الناقلات حمولة 40 طن مثل اللعب. ويخلف هذا النوع دماراً
واسعاً.
الإعصار (اف 5) : تتراوح سرعة الرياح فيه ما بين 241 و318 ميلاً في الساعة. إن هذا النوع من
الأعاصير يحطم كل ما يقف في مساره، إذ يقذف بالسيارات كالحجارة لمسافات تصل لمئات
الامتار، وحتى المباني يمكنه اقتلاعها بالكامل من الأرض. وتماثل قوة هذا الإعصار
قوة القنبلة الذرية.
تصنيف الأعاصير
1- أعاصير من الدرجة الأولى وتكون
سرعة رياحها من (74 – 95 كم/ساعة).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق