طاعة الوالدين
هل يجب طاعة الوالدين في طلاق
المرأة:عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : كانت تحتي امرأة أحبها ،
وكان أبي يكرهها ، فأمرني أن أطلقها فأبيت ، فذكر ذلك لرسول الله صل الله عليه
وسلم فقال " يا عبد الله بن عمر طلق امرأتك ، وفي لفظ بعضهم " أطع أباك
وطلق امرأتك " رواه أحمد " .
وسأل رجل الإمام أحمد رضي الله عنه فقال : إن
أبي يأمرني أن أطلق امرأتي فهل أطلقها ؟ قال : لا تطلقها ، فقال له الرجل : أليس عمر
أمر ابنه أن يطلق امرأته فطلقها ؟ قال حتى يكون أبوك مثل عمر رضي الله عنه . هذا
يدل على أن الأب الذي تجب طاعته في مثل هذا يشترط أن يكون مثل سيدنا عمر رضي الله
عنه ينظر بنور الله .
رضا الوالدة مقدم على رضا
الزوجة
" قصة علقمة " رضي الله عنه
"عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان شاب في عهد النبي صل الله عليه وسلم يسمى علقمة ، وكان شديد الاجتهاد ، عظيم الصدقة ، فمرض ، فاشتد مرضه ، فبعثت امرأته إلى النبي صل الله عليه وسلم إن زوجي في النزع " أي يحتضر " فأردت أن أعلمك بحاله ، فقال النبي صل الله عليه وسلم لبلال وعلي وسلمان وعمار : اذهبوا أنه هالك ، بعثوا بلالا إلى النبي صل الله عليه وسلم ليخبره بحاله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " هل له أبوان ؟فقيل له : أما أبوه فقد مات ، وله أم كبيرة السن ، فقال : " يا بلال انطلق إلى أم علقمة ، فاقرئها مني السلام ، وقل لها إن قدرت على المسير إلى النبي صل الله عليه وسلم وإلا فقري حتى يأتيك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأخبرها ، فقالت : نفسي لنفسه الفداء ، أنا أحق بإتيانه ، فأخذت العصا فمشت حتى دخلت على رسول الله صل الله عليه وسلم فلما سلمت عليه رد عليها السلام فجلست بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال " أصدقيني ، فإن كذبتيني جاءني الوحي من الله تعالى ،كيف كان حال علقمة ؟" قالت : يا رسول الله ،كان يصلي كذا ، ويصوم كذا ، وكان يتصدق بجملة من الدراهم ما يدري كم وزنها ، وما عددها ، قال " فما حالك وحاله ؟ " قالت : يا رسول الله إني عليه ساخطة واجدة قال لها " ولم ذلك ، ؟" قالت : كان يؤثر امرأته علي ، ويطيعها في الأشياء ويعصيني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " سخط أمه حجب لسانه عن شهادة أن لا إله إلا الله ، ثم قال لبلال : انطلق واجمع حطبا كثيرا حتى أحرقه بالنار " . فقالت يا رسول الله ابني وثمرة فؤادي تحرقه بالنار بين يدي ؟" فكيف يحتمل قلبي ؟ فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم " يا أم علقمة فعذاب الله أشد وأبقى ، فإن سرك أن يغفر الله له ، فارضي عنه ، فوالذي نفسي بيده لا تنفعه الصلاة ولا الصدقة ما دمت عليه ساخطة " فرفعت يديها وقالت : يا رسول الله أشهد الله وأنت يا رسول الله ، ومن حضرني ، أني قد رضيت عن علقمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم " انطلق يا بلال فانظر هل يستطيع علقمة أن يقول لا إله إلا الله ؟ فلعل أم علقمة تكلمت بما ليس في قلبها حياء من رسول الله صلى الله عليه وسلم " فانطلق بلال ، فلما دخل قال : يا هؤلاء إن سخط أم علقمة حجب لسانه عن الشهادة ، وإن رضاها أطلق لسانه . فمات من يومه ، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بغسله وتكفينه ، وصلى عليه ، ثم قام على شفير القبر وقال " يا معشر المهاجرين والأنصار من فضل زوجته على أمه ، فعليه لعنة الله ، ولا يقبل منه صرف ولا عدل
" الصرف : أي النوافل ، العدل : أي الفرائض "
إرشادات مهمة كي تكون من
البارين بوالديك
ـ حافظ على سمعة والديك وشرفهما ومالهما ،ولا
تأخذ منهما شيئا بدون إذنهما .ـ إعمل ما يسر والديك ولو في غير أمرهما ،كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد .
ـ شاور والديك في أعمالك كلها ، واعتذر لهما إذا اضطررت للمخالفة .
ـ أكرم أصدقاء والديك وأقرباءهما ، ولا تصادق عدوهما في حياتهما وبعد موتهما .
ـ لا تجادل والديك ، ولا تخطئهما ، وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب .
ـ لا تعاند والديك ولا ترفع صوتك عليهما وأنصت لحديثهما وتأدب معهما ، ولا تزعج أحد إخوتك إكراما لوالديك .
ـ ساعد أمك في البيت ، ولا تتأخر عن مساعدة أبيك في العمل .
ـ لا تتناول طعاما قبل والديك ، وأكرمهما في الطعام والشراب واللباس .
ـ لا تكذب عليهما ، ولا تلمهما إذا عملا عملا لا يعجبك .
ـ لا تفضل زوجتك وأولادك على والديك واطلب رضاهما قبل كل شيئ .
ـ لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولوكنت ذا مركز كبير ، واحذر أن تنكر معرفتهما أو تؤذيهما ولو بكلمة واحدة .
ـ لا تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك فهذا عار عليك وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل .
ـ إحذر أن تعق الوالدين وتغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة ، وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك .
ـ إذا اختلفت مع والديك في الزواج والطلاق فاحتكم إلى الشرع فهو خير عون لكم .
ـ إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق لها وأنك مضطر لترضي والديك .
ـ دعاء الوالدين مستجاب فاحرص على أن يدعو لك والداك بالخير ، واحذر دعاءهما عليك بالشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق